قال الله سبحانه وتعالى عن الحيوانات في القرآن الكريم -وبالتحديد عن حيوانات الأضحية- (وَٱلۡبُدۡنَ جَعَلۡنَـٰهَا لَكُم مِّن شَعَـٰۤىِٕرِ ٱللَّهِ لَكُمۡ فِیهَا خَیۡرࣱۖ فَٱذۡكُرُوا۟ ٱسۡمَ ٱللَّهِ عَلَیۡهَا صَوَاۤفَّۖ فَإِذَا وَجَبَتۡ جُنُوبُهَا فَكُلُوا۟ مِنۡهَا وَأَطۡعِمُوا۟ ٱلۡقَانِعَ وَٱلۡمُعۡتَرَّۚ كَذَ ٰلِكَ سَخَّرۡنَـٰهَا لَكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ).
تلعب الحيوانات دورًا مهمًا في حياتنا بدءًا من النقل وتوفير الطعام طوال العام وفي عيد الأضحى بالطبع إلى منحنا الدعم العاطفي والفرح، ولكن ماذا يقول الإسلام عن أهمية وفوائد الحيوانات ومسؤوليتنا تجاهها؟
ستغطي سلسلة المقالات هذه بإذن الله موضوع الرفق بالحيوان وفقًا للقرآن والسنة وما هي معتقداتنا الإسلامية عن الحيوانات وفوائدها كما أوضحها الله وأخيرًا كيف يؤثر مبدأ اللطف تجاه الحيوانات على كيفية التضحية بها في عيد الأضحى.
تم إبراز حماية الرفق بالحيوان في الإسلام كإحدى صفات المؤمن، وهذا ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم في اللطف بالحيوان:
يقول عبد الله بن مسعود (رضي الله عنه): "كنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في سفرٍ فانطلق لحاجته فرأينا حمَّرةً معها فرخان فأخذْنا فرخَيها فجاءت الحُمَّرةُ فجعلت تفرشُ فجاء النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال من فجع هذه بولدِها؟ رُدُّوا ولدَها إليها، ورأى قريةَ نملٍ قد حرقناها، فقال: من حرقَ هذه؟ قلنا: نحن، قال: إنه لا ينبغي أن يعذِّبَ بالنارِ إلا ربُّ النارِ" [أبو داود]
يقول الله -عز وچل- (وَمَاۤ أَرۡسَلۡنَـٰكَ إِلَّا رَحۡمَةࣰ لِّلۡعَـٰلَمِینَ) لذلك أظهر النبي تعاطفه مع الحيوانات أيضًا وليس البشر فقط، فلا ينبغي أن نعتبر أن آلامهم أقل من آلامنا إنهم يستحقون أن يعاملوا بلطف وليس فقط في عيد الأضحى.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "بينما رجُلٌ يمشي بطريقٍ اشتَدَّ عليه العطشُ فوجَد بئرًا فنزَل فيها فشرِب ثمَّ خرَج فإذا كلبٌ يلهَثُ يأكُلُ الثَّرى مِن العطشِ فقال الرَّجلُ: لقد بلَغ هذا الكلبَ مِن العطشِ مِثلُ الَّذي بلَغ بي فنزَل البئرَ فملأ خُفَّه ماءً ثمَّ أمسَكه بفيه حتَّى رقِي فسقى الكلبَ فشكَر اللهُ له فغفَر له" فقالوا: يا رسولَ اللهِ إنَّ لنا في البهائمِ لَأجرًا ؟ فقال -صلى الله عليه وسلم-: "في كلِّ ذاتِ كبدٍ رطبةٍ أجرٌ".
سبحان الله .. إن الله يُقدر لنا أن نعطي الماء للحيوانات! بالنظر إلى معاناتهم خاصةً أثناء الحر الذي نعيشه حاليًا ليظهر لنا رقة قلوبنا ويرزقنا بالعمل الذي يمكنه أن يطفئ خطايانا تمامًا مثل الصدقة.
عن عبد الله بن جعفر رضي الله عنه قال: "دخلَ النَّبيَّ حائطًا لرَجُلٍ مِن الأنصارِ فإذا جَملٌ، فلَمَّا رأى النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ حنَّ وذرِفَت عيناهُ، فأتاهُ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فمَسحَ ذِفراهُ فسَكَتَ، فقالَ: مَن ربُّ هذا الجَمَلِ، لمن هذا الجمَلُ؟ فَجاءَ فتًى منَ الأنصارِ فَقالَ: لي يا رسولَ اللَّهِ فَقالَ: أفلا تتَّقي اللَّهَ في هذِهِ البَهيمةِ الَّتي ملَّكَكَ اللَّهُ إيَّاها؟ فإنَّهُ شَكا إليَّ أنَّكَ تُجيعُهُ وتُدئبُهُ" [أبو داود]
إن القسوة على الحيوانات لا ترضي الله -عز وچل- حيث قال في كتابه الحريم: (وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِی ٱلۡأَرۡضِ لِیُفۡسِدَ فِیهَا وَیُهۡلِكَ ٱلۡحَرۡثَ وَٱلنَّسۡلَۚ وَٱللَّهُ لَا یُحِبُّ ٱلۡفَسَادَ).
وفي يومنا هذا أصبحت هناك العديد من الطرق التي يمكننا من خلالها أن نكون قساة تجاه الحيوانات بشكل غير مباشر وخاصةً خلال عيد الأضحى؛ فلا يجب أن نضع كل الأضاحي في مكان واحد لترى الحيوانات بعضها البعض أثناء الذبح وتتألم وتبكي من خوفها!
لذلك من الضروري أن نتأكد من أننا نبذل قصارى جهدنا لحمايتهم والحفاظ على أنظمتنا البيئية بدءًا من زيادة الوعي حول هذه القضايا إلى سحب دعمنا من الشركات التي تخلق نفايات سامة تضر الحيوانات وتزيل الغابات وما إلى ذلك.
نعم هذه الحيوانات ليست تحت رعايتنا مباشرةً لكنها لا تزال مسؤوليتنا؛ فهي مخلوقات ضعيفة تعتمد علينا في الحماية وإذا أصيبت أو قتلت بسبب إهمالنا فعلينا أن نخشى أن يسألنا الله عنها يوم القيامة؛ قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: "لو تعثرت بغلة في العراق لخفت أن يسألني الله عنها: لِمَ لَمْ تمهد لها الطريق يا عُمر؟!" ...
لا يزال للحديث بقية! تابعينا غدًا ملكتي لتعرفي قصة النملة التي تسببت في عتاب الله لأحد أنبيائه!
لو استمع الضفدع لكلامهم لفشل ومات سريعًا؛ قصة وعبرة
كم هو جميل أن نتعرف على بعض القصص المحفزة التي من شأنها أن تلهمنا لفعل الصواب دائمًا، فهي قصة وعبرة نستقي منها الحكم
كيف تعيشين بعقلية واعية تؤدي إلى السعادة ؟!
إن أول الأشياء التي عليكِ أن تحدديها لتحقيق النجاح أن تقرري كيف تبدو السعادة التي تحلمين بها، فقد تكون رؤيتك للسعادة مختلفة تمامًا عما أراده والداكِ لكِ
أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم نور يضيء دروبنا فكيف نقتدي
أي قلبٍ هذا الذي لا يحمل إلا الشكوى إلى الله، وأي عظمةٍ هذه التي لا تُقابل الإساءة إلا بالصبر؟ إنها أخلاق النبي